حمورابي سادِس مُلوك السُلالة البابلية الأولى وأول مُلوك الإمبراطورية البابلية، دامَ سُلطانه قرابة 42 عاماً بين 1792 – 1750 قَبلَ الميلاد. من أصل أموري [1] ، ورث الحُكم منْ والده سين موباليط الذي تنازلَ عن العَرش بسبب تَدَهور صحته. عِندَما أستَلمَ دَفة الحُكم كانت منطقة بلاد الرافدين عِبارة عَن دويلات منقسمة تتنازع السلطة فيما بينها، خلال فترة حكمه، غزا عيلام ولارسا وإشنونا وماري، وأطاح بإشمي داغان الأول، مَلك آشور، وأجبرَ ابنه موت أشكور على دَفع الجِزية، مكوناً بذلكَ إمبراطورية ضَمت كل منَ العِراق ومُدن بلاد الشام حتى سَواحل البَحر المُتوسط ومَملكة عيلام ومناطق أخرى.[2]

اشتهر حمورابي بإصداره مَسَلته المَشهورة، المنحوتة من حجر الديوريت الأسود والمحفوظة اليوم في متحف اللوفر. على عكس القوانين السومري السابقة، مثل قانون أور نامو، الذي ركز على تعويض ضحية الجريمة، كان قانون حمورابي من أوائل القوانين التي تركز بشكل أكبر على العقوبة الجسدية لمُرتكبها. نصت على عقوبات محددة لكل جريمة وهي من بين القوانين الأولى التي تثبت افتراض البراءة. على الرغم من أن عقوباتها قاسية للغاية وفقًا للمعايير الحديثة، إلا أنها كانت تهدف إلى الحد مما يُسمح للشخص المظلوم بفعله كعقاب.

شريعة حمورابي أو قوانين حمورابي هي مجموعة قوانين بابلية يبلغ عددها 282 مادة قانونية سجلها الملك حمورابي سادس ملوك بابل (حكم من سنة 1792 قبل الميلاد إلى سنة 1750 قبل الميلاد) على مسلة كبيرة أسطوانية الشكل.

ذكرَ العالم الآثاري طه باقر أن قانون مملكة إشنونة الذي عثر عليهِ في تل حرمل هو أقدم القوانين التي جاءتنا من العراق القديم، وكان قانون حمورابي إلى زمن قريب يُعتقد أنه أقدم شريعة في تاريخ البشر، ثم بُدّل هذا الرأي بعد استكشاف أجزاء من قانون سومري يعود إلى الملك لبت عشتار فأصبح قانونُ تل حرمل هذا أقدمَ شريعة كشف عنها البحث حتى الآن الذي يسمى قانون مملكة إشنونة.[2]

سجل حمورابي هذه القوانين على مسلة كبيرة من حجر الديورانت الأسود، طولها 225 سم، وقطرها 60 سم. وجدت في مدينة سوسة عاصمة عيلام، أثناء حفريات البعثة التنقيبية الفرنسية (1901-1902). وهي موجودة في متحف اللوفر الفرنسي. ويعود سبب وجود الوثيقة في عيلام هو أن ملك العيلاميين شوقروك ناخون تا غزا بلاد بابل في القرن الثاني عشر ق. م، ونقل كل ما استطاع نقله إلى عيلام، وحرم البابليون من هذه الوثيقة حتى قدوم كورش الكبير الذي ضم عيلام إلى ملكه عام 540 ق. م.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *