عندما تشتكي للقاضي فيحكم لمصلحة الطرف الآخر المسيئ فهذا دليل على أننا نعيش في غابة يسودها قانون الغاب وينعدم فيها مفهوم العدالة
في مجتمعاتنا الحالية ترى تسود فوق الجميع فكرة شريعة الغاب الشريعة التي سنتها الحيوانات ليكون الاسد فيها ملكا يأكل ما يريد ويكون الضعيف فيها ضحية جوع الحيوان الاقوى منه
ان افكار الغلبة للاقوى النصر للأغنى الكفة الراجحة هي كفة المال مفهوم الواسطة أهم من المكانة العلمية المحسوبيات اساس تقييم البشر كلمة انا من طرف فلان تعتبر بطاقة عدم تعرض واسم ابن فلان يعطيه اذنا بتجاوز القانون الذي وضعه ابوه نفسه كلها مصطلحات تحكم مجتمعاتنا اليوم
للاسف لقد وضع الإنسان قانون وضعي تاركا القوانين الشرعية والمبادئ الإلهية ومع ذلك لم يحترم نفسه ولم يلتزم بالقانون صنع يديه
ساد في بلادنا مصطلح فيتامين (و) اي واسطة والتي تكون أقوى من الحق عند تدخلها فتقلب الميزان وتشرع الباطل
هناك قصة تشرح حال قانون الغاب شاهدتها بنفسي ففي إحدى المحاكم رفعت دعوى تعويض بسبب حادث مروري والسائق كان في حالة (سكر ) ولا يملك رخصة قيادة والسيارة الأخرى مركونة على الجانب وصاحبها شاب يتيم متوسط الحال
وعندما درس القاضي الموضوع وبدأ بتلاوة الحكم بالحبس والتعويض دخل قاعة المحكمة شخص من أصحاب النفوذ مهددا القاضي بأسلوب غير مباشر بأن السائق السكران كان في مهمة تخدم صالح البلد (موظف في جمعية …) وان السيارة الأخرى هي من وقفت في منتصف الطريق مما اجبر السائق على التفريط بسيارته حفاظا على تنفيذ المهمة
واكمل انه بسبب أخلاقه وتربيته مسامح لصاحب السيارة المضروبة ولا يريد منه اي تعويض
وللأسف هذا ما قضته المحكمة
مئات القضايا تحكم لصالح الفاعل
ويتحول الضحية لمجرم لمجرد ان شريعة الغاب هي السائدة في مجتمعاتنا
عندما تشتكي للقاضي فيحكم ظلما فهو شريك في تشريع الغاب وسيعرض غدا أمام محكمة العدل حيث لا ظلم يومها
هذه المجتمعات الظالمة ستزول لان الحق سلطان وسينتصر حتما