لقد اتخذ الله تعالى اسم العدل لنفسه، ليبين لخلقه تحريمه للظلم، ولم يطلق على ذاته اسم العادل، بل اختار الصفة كاملة ليؤكد أهمية العدالة.
في هذه الدنيا يوجد فرسان تدافع عن العدالة من قضاة ومدعيين ومحامين ومحققين نذروا أنفسهم لرفع راية العدل ولأن انتصر الباطل أحياناً، فإن للباطل جولة والحق جولات.
القاضي والسارق والعدالة الجنائية المتناهية.
الحكم الَّذي أصدره قاضٍ عَلى صبيٍّ [15 عامًا] الَّذي تمَّ القبض عليه متلبِّسًا بالسَّرقة من دكَّان في أمريكا، والذي حطّم أحد الرفوف خلال محاولته الهرب..!
سأل القاضي الصَّبيَّ بعد أن سمع تفاصيل الحادثة:
“أحقًّا سرقت شيئًا؟ سرقتَ خبزًا وجبنة وحطَّمت أحد الرُّفوف؟”
أجاب الصَّبيُّ في خجل وهو مطأطئ الرَّأس:
نعم.
القاضي: “لِـماذا سرقتَ؟”
الصَّبيّ: “مطلوب” “أحتاج”
القاضي: ألم تستطع شراءها بدل سرقتها؟
الصَّبيّ: لـم أكن أملك مالًا.
القاضي: كان باستطاعتك طلب الـمال من والديك.
الصَّبيّ: لديَّ فقط أمِّي الـمريضة الَّتي ترقد في الفراش وليس لديها عمل.. من أجلها سرقت الخبز والجبنة.
- القاضي وأنت.. أَلا تعمل شيئًا؟ ألا يوجد لديك عمل؟
الصَّبيّ: اشتغلت في غسيل السَّيَّارات، وأخذت إجازة ليوم واحد لكي أساعد أمِّي، وَلِهٰذا السَّبب فصلوني من العمل.
بعد انتهاء الـمحادثة مع الفتى، أعلن القاضي الحكم:
“السَّرقة، خاصَّة سرقة الخبز، هٰذِهِ جريمة مخجلة جِدًّا.
وجميعنا هنا مسؤولون عن جريمة السرقة هٰذِهِ، اليوم، جميع الحضور في هٰذِهِ القاعة، بمن فيهم أنا، مسؤولون عن جريمة السرقة هٰذِهِ”.
وَهٰكَذا، فإنَّ جميع الحضور، سيغرَّمُ كلُّ شخص بعشرة دولارات، ولن يخرج أيُّ شخص من القاعة قبل أن يدفع 10 دولارات”.
أخرج القاضي من جيبه ورقة من فئة 10 دولارات، وأخذ قلمًا وبدأ بالكتابة:
“بالإضافة، حكمت بغرامة 1000 دولار، عَلى صاحب الدُّكَّان الَّذي سلَّم الصَّبيَّ الَّذي يعاني الجوع، إِلى الشُّرطة، وإذا لـم تدفع الغرامة في السَّاعة الواحدة، سيظلُّ الدُّكَّان مغلقًا”.
اعتذر جميع الحضور في القاعة من الصَّبيِّ وسلَّموه الـمبلغ كاملًا. خرج القاضي من قاعة الـمحكمة، وهو يحاول إخفاء دموعه.
بعد أن سمع الحضور قرار الحكم، كانت أعينهم تفيض بالدُّموع.
أضاف القاضي: “إذا تمَّ القبض على شخص ما يسرق الخبز، فيجب أن يخجل جميع السُّكَّان، والـمجتمع في هٰذِهِ الدَّولة”.‼️.. هذه هي روح العدالة.
اليوم لا نرى صور العدالة في بلاد المسلمين بل على العكس يتجلى الظلم في أكبر هيئة.
صدق من قال وان سألوك عن العدل في بلاد المسلمين فقل لهم مات عمر.