عقوبة النفي هي من أقسى العقوبات التي قد ترد على حياة الإنسان اقتلاعاً من مجتمعه وبيئته وإبعاده عنها ومنعه من العودة إليها, ونجد أن هناك تناسباً عكسياً بين الديمقراطية ووجود هذه العقوبة في لائحة عقوبات الدولة المعنية, فكلما ازدادت أنظمة الحكم ترقياً في الديمقراطية وحكم القانون كلما خفت وطأة التعدي على الحريات الفردية والحزبية وبالتالي انخفاض هامش عقوبة النفي.
وأدناه شرح مفصّل عن هذه العقوبة التي يعود أصل نشأتها إلى الدولة الرومانية وشعوب ماقبل الميلاد, المحتوى أدناه منقول نقلاً حرفياً من موقع ويكيبيديا.
عقوبة “النفي” , هي من أقسى العقوبات لذلك يعتبر القرار هو الاقتلاع القسري لشخص من وطنه، يعدّ التهجير عقابا خطيرا للغاية وكان يُستخدم في كثير من الأحيان، حتى القرن العشرين، بدلا عن عقوبة الإعدام.
يعدّ التهجير عقوبة خطيرة بشكل خاص بسبب حقيقة اجتثاث الشخص من عائلته (إلا إذا كانت قد هُجِّرت معه) ومن ثقافته بحيث يضطر إلى التدبّر في بيئة تكون في كثير من الأحيان معادية، يستخدم التهجير في كثير من الأحيان كوسيلة لمنع الزعماء غير المرغوبين من التأثير على الجمهور.
كانت بعض الإمبراطوريات في العصور القديمة، مثل آشور وبابل وروما، قد استخدمت التهجير الشامل لشعوب كاملة كعقوبة لقيامها بالتمرد عليها وذلك من منطلق الاعتقاد بأن الشعب المهجّر من أرضه سيتفكك ويزول، وبالفعل لم تصمد غالبية الشعوب أمام التهجير، وكان الشعب الإسرائيلي هو الشعب الاستثنائي البارز حيث نجح في الصمود أمام هجرة بابل وهجرة روما، وفي المقابل فقد اتبعت الإمبراطورية الفارسية نهجاً عكسياً يتمثل بإعادة الشعوب المهجّرة إلى أرضها كوسيلة لضمان ولائها للإمبراطورية.
وفي العصر الحديث مارست إمبراطوريات كثيرة التهجير بحق المجرمين وزعماء الدول التي احتلتها، هكذا جرى تهجير نابليون إلى جزيرة ألبا، ومن ثم إلى سانت هيلينا، وهكذا تأسست أستراليا كمستوطنة عقابية للإمبراطوية البريطانية .
في الفترة الحديثة، جرى الاستخدام الواسع للتبادل السكاني وهو نوع متفق عليه من التهجير الشعبي، فقد قام جوزيف ستالين بتهجير شعوب بأكملها إلى سيبيريا بسبب خشيته من تعاونها مع ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية، كما قامت دول المحو، وبخاصة ألمانيا النازية، باستخدام التهجير الشعبي، وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية صودق على ميثاق جنيف الرابع الذي يحظر طرد السكان المقيمين في أراض محتلة.
طرأ بعد الحرب العالمية الثانية هبوط حاد على حالات التهجير إلى بلدان أجنبية وذلك في أعقاب تطور الاتصال مما أتاح للمهجرين الاتصال من الخارج، ومع ذلك فقد بقي التهجير الداخلي السياسي إلى مناطق نائية طريقة عقابية شائعة في الدول الديكتاتورية.