أن تصل متأخراً خير لك من أن لا تصل أبداً، هذه المقولة التاريخية تفيد في أغلب الأمثلة إلا فيما يتعلق بقوانين العدالة فظهور الحق بعد إعدام المظلوم لا يُعيده للحياة مطلقا إنما يُضاعف اللوعة والأسى عند اهله و ذويه.

البطء في الية التقاضي، اجراءات الروتين القاتل، المهل القانونية الممنوحة، كلها أسباب في تأخر وصول نتائج العدالة.

إن مما نخشاه كبشر أن الجهات المُخولة رسمبا بالتحقيق وإنفاذ القانون تمارس اشكال الظلم بينما هي تظن أنها تُحقق العدالة.

قد تتجسد امامنا صور تأخر العدالة في أوساط المجتمع ولا تقتصر على المحاكم والبرلمانات فحسب

فكثيراً ما مضت أعمار أبطال تُوّجوا بعد وفاتهم وكم من جائزة دولية سلمت لوريث شخص عاش مظلوما وللاسف أُنصف بعد وفاته.

إن تجربة العمل ضمن مسارات القانون والمحاكم  البطيئة جدا واستجرار العدل يضع الإنسان بموقف يأس وخيبة ،

هذه المواقف الضعيفة التي تُذكرنى بالمؤلف والروائي الكبير برنارد شو عندما فاز بجائزة نوبل العالمية للآداب عام 1925 ورفض الجائزة

قائلاً: إن جائزة نوبل هذه تشبه طوق النجاة الذي يتم إلقاؤه لأحد الأشخاص،

بعد أن يكون هذا الشخص قد وصل إلى شاطئ النجاة وطرف الامان ولاحجاة له بها

كما انه قد سخر بشدة من (العالم الفيزيائي ألفريد نوبل) مؤسس الجائزة والذي جمع ثروته الكبيرة بسبب اختراعه للديناميت

حيث قال: إنني أغفر لالفريد نوبل أنه قد اخترع الديناميت ولكنني لا أغفر له مطلقا لأنه أنشأ ما يسمى  جائزة نوبل حسب قوله .

رغم كل ما سبق تبقى رؤية وصول العدالة المتأخرة – وإن شابهت ما يسمى بالفشل الانكليزي– تريح الروح وإن كان قد فني الجسد.

قال أحد المظلومين حزنا يوماً والله لئن وصلني خبر وفاة الظالم فلان، وأنا ميت سوف أرتاح وأبتسم وأنا في قبري.

أن تصل متأخراً خير لك من أن لا تصل أبداً قاعدة عرفية جميلة  ميتة لابد من الاستعانة بها احبانا لارضاء انفسنا والكذب عليها احيانا فاحيانا من الضروري استخدامها

ولكن مع قواعد العدالة وكقاعدة قانونية لاتعتبر فاعلة على الارض ولا قيمة حقيقية لها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *