العدل أساس المُلك
العدل ركيزة الملك به تستقيم الحياة ومن غيره تختل الموازين وتنهار القيم ويهتز ارتكاز الكون العدل اساس الملك
لقد اختار الله سبحانه تسعًا وتسعين إسما لذاته العليا
استخدم ببعضها اسم الفاعل كإسم الباسط ومبالغة اسم الفاعل كإسم الجبار ليدل على جبروته،
أما حينما اختار جل جلاله اسم العدل
فقد استخدم الصفة كلها ليؤكد لمخلوقاته أن الحياة بلا عدل بعيدة عنه وأن العدالة هي مركز الثقل في هذه الدنيا.
العدل أمر هام به يستقيم كل شيء،
العدل ركيزة الملك به تستقيم الحياة
وإذا تحقق العدل، حُفِظَتْ كرامة الناس وأخذ كل ذي حقٍ حقه وأدى كل واحد واجبه وصفيت النفوس وارتاحت الضمائر،
فالله عز وجل سمى نفسه “العدل”،
وفرق الأرزاق وحدد معايير تعمير الأرض وحرم الظلم.
وتحقيق العدل مسؤولية الجميع دون استثناء،
فالحاكم مسؤولٌ عن تحقيق العدل في بلده،
والوزير مسؤول عن تحقيق العدل في قطاعه،
والعمدة مسؤول عن تحقيق العدل في مدينته،
والمدير مسؤول عن تحقيق العدل في إدارته،
ورئيس الجماعة مسؤول عن تحقيق العدل في جماعته،
والأب مسؤول عن تحقيق العدل في أسرته،
والقاضي مسؤول عن تحقيق العدل في محكمته.
العدل ركيزة الملك به تستقيم الحياة
الله ناصر الحق: إن الله ينصر الأمة العادلة وان كانت كافرة ولا ينصر الأمة الظالمة وان كانت مسلمة،
لقد أتى الله بأقوام صالحين من غير أمة المسلمين يطبقون شرع الله وفطرة الله في خلقه من غير أن يكونوا مسلمين.
لعل الله يكافئهم على سلامة نواياهم، ذلك أيضاً ناموس من نواميس الله في خلقه،
ألم يقل الإمام محمد عبده قبل أكثر من قرن عن فرنسا:
“ذهبتُ إلى بلاد فوجدت مسلمين ولم أجدْ إسلاماً وعدت إلى بلاد -يقصد بلاد المسلمين-
فوجدت إسلاماً ولم أَجِد مسلمين قصد أخلاق المسلمين
التي يتمتع بها الكثير في أمريكا وأوروبا وروسيا والصين وكندا وأستراليا وغيرها.
العدل ركيزة الملك به تستقيم الحياة
قصص العدالة:
لقد سطرت لنا صفحات التاريخ قصصًا لعدالة أشخاص سادوا الدنيا كما كتبت قصة فرعون ملك مصر
الظالم الذي ما يزال عبرة للبشر،
وحينما ينتشر الظلم
تظهر علامات تراها البشر من الأمراض والأوبئة والزلازل والكوارث الطبيعية لتعيد كفة الميزان إلى نصابها.
وما نراه اليوم من أمراض ومصائب دليل واضح على وجود ظلم ومشهد صحن الحرم المحكي فارغا لأول مرة
هو دليل واضح وضوح الشمس على غياب العدل فالأرواح التي تزهق والأطفال التي تموت بلا ذنب كلها صور سيئة من صور الظلم.