من المسلمات في هذه الدنيا صراع حق وباطل. وباطل مع باطل إنما ان يتصارع حقان فهذا مستحيل فلا يقبل ان يكون هناك حقين ليختلفا اساسا.
والحق والباطل ضدان أو نقيضان وحتى أنهما خصمان، والصراع بينهما ممتد عبر الأزمنة من الازل ولقد تكفل الله سبحانه وتعالى بنصرة الحق ونصرة أهله، ودحض الباطل ومن اتبعه ومن والاه ..
إذا اشتد الصراع بين الحق والباطل كانت النصرة للحق لا محالة وإذا كان الصراع بين باطل وحق فسرعان ما يزهق الباطل، لأن هذه هي القاعدة المسلم بها،
أما إذا كان الصراع بين باطل وباطل فقد يدوم طويلاً بخلاف الحق وذلك تأديباً من الله وعقاباً لأهل هذا الباطل
ولكن ولكي يستطيع صاحب الحق ان ينتصر عليه أن يكون حقا في كل معاركه وكل مواطن حياته لا في معركته هذه فحسب
في اي خلاف أو معركة يتدعي كل طرف من الاطراف انه صاحب الحق مع علمه التام ويقينه ضمنيا بحقيقته باطلا كان ام حقا ولكي يستطيع أن يتفانى من أجل قضيته
ويبذل الغالي والنفسي لأجلها فهو يعيش دور صاحب الحق ويدافع عن فكرته المغلوطة ويصدقها فتصير جزء من مبادئه ورمزا لحياته
ولكن ومنذ اللحظة الاولى التي تبدأ فيها معركة بين الحق والباطل يتضح للجميع من هو صاحب الحق من خلال شعارات وتصرفات الفريقين
وقد ينتصر الباطل في اول جولة من جولات الحرب الطويلة لكن الحق سيعود لينتصر لحظة اعد العدة المناسبة لفوزه فللباطل جولة وللحق جولات
قد تضعف كثرة المصاعب الحق وقد تمرضه وتتعبه وترميه حبيس الفراش ولكنها مستحيل والف الف مستحيل ان تقدر على أن تميته
لا يموت الحق مهما نفضت عارضيه قبضة المغتصب
يذكر التاريخ قصة عمر بن الخطاب حينما وصله خبر فتح الحصون فسأل الرسول كم استغرق النصر حتى تم
فأجاب الرسول ان من الصبح الى المغرب فبكى عمر وقال لا يستغرق الحق كل هذا الوقت لينتصر على الباطل
من المسلمات في هذه الدنيا صراع حق وباطل ومن المسلمات في هذه الدنيا ان الحق سينتصر لانه الحق وان هزم في جولة
وان الباطل سيهزم لانه الباطل والجولات قادمة