منذ عشرات القرون وحق كتابة التاريخ ممنوح مكتوب للمنتصر فقط
يكتبه كيف يرى و يشاء ويخطه بما يحلو له ويرسمه كما يوافق هواه
مئات الاف الكتب وعشرات المجلدات التاريخية التي صنعت من البعض أبطالا لا تذكر أن إلى جانب ذلك البطل المقدام الهمام
ومن خلفه قد كان هناك الاف الجنور ماتت ومزقت أجسادها اربا اربا وزعيمها يقف متفرجا يقود المعركة بإشارة من اصبع يده من على أعلى سور القلعة التي يملكها
ولا حتى يدري ما حل بجسد جنده ولا يسمع صوت انينهم إنما يجهز نفسه ليرفع الراية عاليا منتصرا ليدخل الى المجد من مصراعيه
كما يفعل قائد الفرقة الموسيقية تماما حين يقف في مقدمة المنصة وينسى ان هذا اللحن ماكان لينجح لولا ذلك الطبال في الصف قبل الاخير قد أدميت رؤوس اصابعه وفي الزاوية الاخرى زمار ذابت حنجرته من كثرة النفخ
ثورات قامت ومات خلالها الاف بل مئات الاف الشباب وسقى دمائهم تراب بلادهم تحولوا لخارجين عن القانون ومحدثي شغب واحيانا ارهابيين لعدم نجاح ثوراتهم
وعلى العكس تماما ترى صور ابطال قد لمعت نجومهم في كبد سماء المجد رغم بناء عزها على جماجم الشرفاء
والله لو لم ينصر الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم
لكتب عنه المشركون ان ثورة عبيد وضعفاء وجياع قد قادها رجل امي فقير يتيم اضطر حينها كل سادة مكة لإخماد ثورتهم بإطعامهم وقتل بعض منهم والتنكيل بالبقية حفاظا على سمعة قريش
ولكان دين الإسلام الذي وصل لاكثر من مليار ونصف المليار إنسان مجرد صفحة أو صفحتين على الأكثر في كتاب تاريخ مركون في زاوية على احد رفوف مكتبة قديمة
هو حال كل كتب التاريخ يخطها القائد المتتصر ان كان هو صاحب حق وشجاع وصل لنصره بعزمه ورباطة جأشه
وقوة سيفة أو حتى لو أنه وضيع دخل على دبابة خصمه ليحصل على السلطة رغم زرف الدماء
لكن تبقى الأقلام الشريفة وأن قلت كثيرا موجودة باقية تكتب الاحداث الحقيقية وترسم الصورة الصحيحة رغم بطش الظلام وضعف الأقلام منذ عشرات القرون وحق الضعيف سيصل ولو على جماجم الابرياء