يعرف مبدأ “المعاملة بالمثل”، في العلاقات الدولية والمعاهدات على أنه:
هو تحديد للفوائد والامتيازات، أو العقوبات التي يتم منحها من خلال إحدى الدول للمواطنين أو الكيانات القانونية في دولة أخرى،
على أن يتم الحصول على مميزات مماثلة لها في المقابل.
منذ بداية توافد السوريين إلى تركيا كثير منهم فكروا بشراء منزل بدلا من دفع الإيجار بشكل شهري مرهق،
وخاصة بعد طول مدة وجودهم على الأراضي التركية لكن اعترضهم قانون قديم ،
ينصّ على منع السوريين من التملك في تركيا رقم 2644، والمعدل عام 2012 برقم 6302،
والسبب خاضع لقاعدة المعاملة بالمثل، فسوريا أيضًا لا تسمح للأتراك بالتملك على أراضيها قرار منع السوريين من حق التملّك العقاري فوق الأراضي التركية صدر عام 1927،
وذلك ردّا من الحكومة التركية على احتجاز الحكومة السورية آنذاك باحتجاز ممتلكات الأتراك فوق الأراضي السورية،
ومنعهم من حق التصرّف فيها، ليتم تطبيق القرار على أرض الواقع منذ 1939 وحتى يومنا هذا.
قد يكون للحكومة التركية اسبابها التي تمنعها من تجاوز العرف الدولي المعاملة بالمثل لكن مهما كانت الظروف يبقى الوضع الانساني مهم جدا
والحالة التي وصل اليها السوريين من فقد الأمل وعدم الاستقرار تعتبر دافع شريف يسمح لاصحاب القرار بمنحهم بعض الطمأنينة بالسماح لهم التملك باسمهم الشخصي
وإن بشروط معينة دون انتظار تغير في الموقف السوري تجاه تملك الأتراك في سورية فالضرورات تبيح المحظورات.
مبدأ المعاملة بالمثل في الإسلام صورة أخرى وأخيرة من صور تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل، تتجلى في عدة نصوص قرآنية،
نورد من بينها،
قوله تعالى في الآية 86 من سورة النساء: ” وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا”،
وهنا يحض المولى عزوجل المسلمين، على ما هو أكثر من مجرد المعاملة بالمثل،
لتتواصل إلى ما هو أحسن منها، بحيث تكون المحصلة النهائية،
هي أن يسود التآلف والإخاء والمودة الحقيقية بين جميع البشر.