الانتحار هو قرار شخصي بإنهاء الحياة لأسباب نفسية واجتماعية تصيب الفرد تضره لزلل إلى الموت للهروب من مشاكل الحياة
وتحرم الشرائع الدينية والقوانين الوضعية فعل الانتحار
أما الانتحار السياسي هو تسليم الحكم لوريث غير مناسب ضعيف أو متهور تجعله يسلم قراره لحلفائه أو يتحول لأسطورة ومحط أنظار
لكثرة التصرفات الخاطئة الهوجاء الصادرة عنه والحالة الكورية الشمالية هي مثال واقعي لظاهرة الانتحار السياسي
حيث تقف أغلب الدول الكبرى ضد سياسات بيونغيانغ بسبب التصرفات الغريبة للرئيس الكوري.
إن أسوأ ما يفعله السياسي بنفسه أن يصنع بطانة من حوله يختار منها وبتوصيتها أصحاب المناصب،
فتبقى نفس الوجوه والأسماء، طبعاً مع التحول من فشل إلى آخر، فلا نجاح ولا وصول.
إنما توارث للمناصب، وإفساد للصالح من امور البلاد، وفي ذات الوقت منع أصحاب الخبرات الصادقين من تجربة ترميم ما أفسده المفسدون،
إنها طريق الهاوية، وحافة الانتحار، ليس للسياسي فقط،
بل لوطن بأكمله يعود السبب في انتشار فكرة بل وتفشي ظاهرة الانتحار السياسي وممارستها من قبل “محترفي” موظفي السياسة في بلاد المسلمين
من حكام واوساط سياسية فاسدة واحزاب علمانية وحتى (اسلامية) ناتج عن سياسة التلويث الفكري التي مورست على الدول العربية منذ عقود.
فبعد ان أسقطت االخلافة الاسلامية من الوجود سنة 1924 وبسياسة ومنهجية الانتحار السياسي ومع سيطرة المستعمر المباشرة على الدول الاسلامية،
حاول المستعمر تسميم الافكار الاسلامية بإحلال ثقافته وأفكاره الهدامة ومفاهيمة المغلوطة مكان الأفكار الموجودة،
وجعل حضارته ومفاهيمه ومكونات بلاده وتاريخه وبيئته المصدر الأساسي لما نحشو به أدمغتنا،
ولم يكتف بذلك بل عمد إلى تسميم الاجواء بأفكاره واراءه السياسية والفلسفية فأفسد بها وجهة النظر الصحيحة عند الشعوب،
وأفسد بها الجو المعتدل وجعل شخصيته مركز دائرة الثقافة والفكر،
وموضع الإتجاه والبوصلة وقِبلة أنظار السِّياسيين أو محترفي السياسة فأصبحت فكرة الإستعانة بالأجنبي والإتكال عليه نهجا وسياسة متبعة،
دون ادراك أن تسليم قراره للغير هو انتحار سياسي يصيب البلاد في المقتل.
إن أغلب الانظمة التي انتحرت سياسيا تواجه اليوم ثورات شعبية أو تعيش حالة فقر أو عزلة دولية تضيق الخناق حول رقبة السياسيين تجعلهم بالتالي يضيقون الحصار حول أعناق شعوبهم مما يستتبع وصولهم لطريق مسدود أما التنازل عن السلطة أو الاحتكام لقرار الشعوب.