النفاق السياسي : منذ ظهور الدول والممالك اعتاد البشر على اعتبار كلمة الملك أو الرئيس أو الزعيم لتلك المملكة،

دستورا وقرارا لا يمكن الرجوع عنه أو استبداله بأي حال من الأحوال،

وظل هذا العرف سائدا ومستمرا في أغلب الممالك والأزمنة على مرور التاريخ.

ولكن ومع وظهور مخططين ومنظرين ظهر مصطلح “النفاق السياسي”،

المصطلح الذي منح خاصية حق سحب الكلمة واستبدالها وتغير الموقف بتغير الحلفاء،

وحتى استبدال الأعداء،

كل ذلك لغاية تحقيق المخطط المرسوم والمراد تنفيذه،

وما القيادات العالمية إلا أدوات تنفيذ لايدي خفية ومخافل دولية، هم أصحاب القرار الحقيقي في الدنيا كلها.

يشاهد العالم على الملأ وعلى شاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي،

كيف يتم بث إدارات وجهات لقرارات وتصريحات متضاربة في غضون ساعات، قرارات قد تغير السير لعدة سنوات.

ظهرت هذه الأفكار علنيا منذ وصول الرئيس الأمريكي باراك أوباما

لسدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية بداية القرن الواحد والعشرين، حينما تضاربت عشرات القرارات وسحبت مئات القرارات.

وصدرت أعداد كبيرة من القرارات من أوباما ذاته الذي استبدل مواقفه وأقواله عدة مرات،

وما ذلك تنفيذ لأجندة ولخطة مرسومة سلفا وإن ظهرت للعلن كضعف لسلطة أو لشخص الرئيس،

حيث تظهره بموقف المتردد والخائف أكثر من مرة.

على العكس تماما فالخطة المرسومة التي نفذتها إدارة أوباما نفذت حرفيا،

وهو ما ظهر في سيناريوهات كل من العراق وسوريا، تلك الخطة التي صعب على الولايات المتحدة الأمريكية تنفيذها بأسلوب آخر غير النفاق السياسي،

حيث أوهمت الشعوب أنها نصيرة الحريات وهي رديفة الحق وخصوصا أن الصف المقابل يتواجد به أعدائها المفترضين متمثلين بروسيا وإيران ومن يواليهم من دول وجماعات.

إن الصورة التي تظهر للناس على أن هناك موافقة رافضة ومنددة وشاجبة أحيانا لطرف،

أو على العكس تطمينات ودعم وتحالف، ماهي إلا صور مؤقتة غير ثابتة إلا عند الوصول لنهاية السيناريو،

والنفاق السياسي هو المسؤول عن إنجاح تلك السناريوهات.

قد يتساءل الكثيرون لماذا يضطر زعيم دولة عظمة كالولايات المتحدة وزعيمها دونالد ترامب لاستعمال خطة النفاق السياسي، رغم أنه قادر على الوقوف مع أي طرف دون خوفه من ردة فعل خصومه؟

جواب هذا السؤال تؤكده لنا المواقف والسيناريوهات التي طبقها رجل الأعمال الأمريكي و الرئيس الحالي الذي استطاع ابتزاز دول الخليج والحصول على أموال طائلة تصل للمليارات،

مقابل مواقف خلبية ضد ايران، فيما الحقيقة تخالف المعنى تماما وتؤكد أن لا وجود لأي نية للولايات المتحدة بالتخلص من إيران.

إن دعم الأمريكان لـ”قوات حماية الشعب”

شمالي سوريا وتركهم يسيطرون على مساحات من سوريا وتعهدهم بدعم لا محدود واعتراف دولي لحلمهم بالوصول لدولتهم، ثم القرار الأمريكي بالإنسحاب من سوريا،

ما هو إلا نفاق سياسي، وستوضح الأيام القادمة ما هي الفائدة الأمريكية من تلك المواقف ومن هم شركاؤها في تلك المواقف.

إلى اليوم تعد خطة النفاق السياسي فاعلة وذات نتيجة وإفادة للدول المنافقة، ولكن إلى متى سيستمر هذا الموضوع؟ يتساءل مراقبون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *