تسعى بعض الجهات ومن خلف الكواليس أو في العلن، إلى شن حملة ممنهجة بغية تشويه الواقع السياحي والاقتصادي في تركيا، بدعوى “انتشار السرقات وتردي الوضع الأمني”، الأمر الذي لاقى رفضًا واسعًا من قبل المثقفين والصحفيين الأتراك.
الصحافي والكاتب التركي حمزة تكين، رأى أن “البيانات الإعلامية التي تصدر بشأن التحذير من السياحة في تركيا بطريقة مبطنة، لا تصدر إلا من قلة قليلة من الجهات، ويكاد تأثيرها يكاد معدوما”.
واعتبر تكين في تصريح خاص لـ”وكالة أنباء تركيا” أن “هذه التحذيرات تهدف للحد من السياحة في تركيا وللتأثير سلبا على الاقتصاد التركي وضرب سمعة تركيا”، مشددا في الوقت نفسه أنه “ورغم كل هذه المحاولات والفقعات الإعلامية إلا أن عدد السياح في تركيا وخاصة العرب منهم، هو في تزايد مستمر شهرا بعد شهر”.
وأشار إلى أنه “لو كانت تلك التحذيرات صحيحة لما رأينا تزايدا مستمرا بأعداد السياح في تركيا، ولما رأينا الاقتصاد التركي يتحسن يوما بعد يوم، ولما رأينا أن تركيا حققت فقط خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري أعلى قيمة من الصادرات في تاريخها”.
وختم تكين قائلا إن “السياح والمواطنين وخاصة العرب لم يعودوا يكترثوا بمثل هذه التحذيرات الموتورة، والجميع أصبح يعرف أن هدفها الرئيسي تهويل الأمور لا معالجتها”، مشددا أن “مستوى ونسبة حالات الاحتيال أو الأعمال المشبوهة ضد السياح في تناقص مستمر وليس في تزايد كما تحاول تلك التحذيرات أن تقول للناس”.
بدوره، الكاتب والباحث التركي جلال ديمير، أشار إلى أن “هناك بعض الفئات لا تريد للسياحة في تركيا أن تنجح، علمًا أن تركيا دولة آمنة ومستقرة”، مضيفا أنه “لدى التواصل مع دوائر الأمنيات في كل من إسطنبول وأنطاليا وإزمير وجدنا أن نسبة الحوادث مع السياح لا تتعدى 2% وهي نسبة قليلة جدًا”.
وتابع ديمير في حديث لـ”وكالة أنباء تركيا” أن “الأمن التركي لا يتهاون في مسائل الإساءة للسياح، يضاف إلى ذلك انتشار عناصر الأمن بين الناس في المناطق السياحية وأمام الفنادق وفي المطارات وعند الشواطئ الساحلية لمنع وقوع أي حادثة”.
ودعا ديمير في سياق حديثه “السياح العرب لعدم الالتفات لتلك الأقاويل والأخبار الكاذبة التي تتنشر بفعل فاعل وعن قصد متعمد”، مضيفا “ندعو جميع الأخوة العرب للسياحة في تركيا، فتركيا ليست وطنا للأتراك فقط بل هي وطن للجميع، ونحن كأتراك نقول هذه بلادكم”.
من جانبه، أشار المحامي السوري مجد الطباع إلى أنه “في كل دول العالم هناك سرقات إلا أنه وبالنسبة لتركيا فهي تصنف ضمن الدول الجيدة في العالم، وحوادث السرقات فيها قليلة، لذا يجب ألا نعمم تصرفات فردية على مجتمعات”.
وأضاف أن “من يرمي لنشر الإشاعات وتضخيم الأمور هم أشخاص وجهات تحاول الإساءة للاقتصاد التركي أو للحكومة التركية بأي طريقة، وقد يكون لهم علاقة بدول معادية لتركيا”.
وتابع المحامي الطباع أنه “لذلك علينا أن نعرف جيدا أن الوضع الأمني والاقتصادي والمعاشي جيد في تركيا، وكل من يتحدث عن حالات سرقة للجوازات وما شابه ذلك فهي كلها حالات فردية وبسيطة جدًا لا تكاد تذكر ولا يجب تعميمها والترويج لها”.
أمّا المدرس التركي حسن جولاق، فشدد أن كل الأخبار التي تحاول النيل من السياحة والاقتصاد التركي “عارية عن الصحة”.
وأضاف لـ”وكالة أنباء تركيا” أن “هذه الأخبار غير الصحيحة تنشرها أدوات تابعة لأنظمة عربية وخليجية خاصة، وهي أخبار لا أساس لها من الصحة”.
ولفت إلى أن “أهداف هذه الحملات هي منع السياح العرب من زيارة تركيا وبالتالي طعن تركيا اقتصاديا”.
وتحاول بعض الصفحات والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، غير معلومة المصدر ولا حتى القائمين عليها، نشر حملات تشويه ممنهجة تستهدف الأوضاع في مدن وبلدات تركيا، ونشر الإشاعات.
وأمس الثلاثاء، نشرت سفارة المملكة العربية السعودية في تركيا، تحذيرا لمواطنيها “من عمليات نشل وسرقة تطال جوازت سفرهم ونقودهم”، مطالبة إياهم بـ”ضرورة توخي الحذر وخاصة في الأماكن المزدحمة، وعدم التردد في التواصل مع السفارة في أنقرة أو القنصلية العامة في اسطنبول في حالات الطوارئ”.
ولم تقدم السفارة في بيانها أدلة على صحة الأحداث التي ذكرتها ودقة الأخبار المتعلقة بها، الأمر الذي أثار استغراب المراقبين والمتابعين.