بدأت ظاهرة الأطفال السوريين المتسوولين في شوارع اسطنبول منذ بداية عام ٢٠١٤ منتصف الحرب الدائرة في سوريا وكانت الغاية بداية من عمل الأطفال هو تأمين بضع ليرات لتسد رمق العائلة الفاقدة لمعيلها بسبب الحرب.
بعد مدة قصيرة انتشر ذات الأطفال في محطات الميترو والباصات وهو يحملون علب محارم صغيرة يبيعونها بمبلغ ليرة تركية كحد أدنى للركاب المتواجدة ضمن المحطات والباصات لكن بشكل يخالف البيع ويقترب من التسوول بسبب إرغام الشخص على الشراء لكثرة إلحاح الأطفال عليه.
كافحت الحكومة التركية الظاهرة مباشرة فقد تزمر المواطنون الأتراك من الأطفال السوريين وانقسم الأتراك بين من وقف ضدهم ومن وقف معهم وتفاعل انسانيا تجاههم .
بداية اقتصرت العقوبة بتوقيف الأطفال لساعات وأجبرت امهاتهم على توقيع تعهد بعدم السماح لأولادهم بالنزول إلى الشارع مرة أخرى ثم تحول التعهد لتوقيف أيام ومن ثم وصل إلى الترحيل خارج تركيا.
بدأت ظاهرة الأطفال السوريين المتسوولين في شوارع اسطنبول
الوضع المعاشي للأطفال
من خلال احصائية بسيطة عن هذه الظاهرة اظهرت أن اغلب الأطفال في الفئة العمرية بين السابعة والثالثة عشر وتضم أطفالا من الجنسين أغلبهم أيتام أو أبناء لمعاقين وجرحى معظمهم خارج المدرسة نهائيا وينحدر معظمهم من قرى ريف حلب الشمالي المتاخم للحدود التركية غالب هؤلاء الأطفال يعيشون حياة مزرية صعبة اذ يعتبر كل منهم مسؤولا عن عائلة وهو لا يتجاوز الثالثة عشر من عمره ويعيش في الشارع بدلا من تواجده في مقاعد الدراسة بجانب أقرانه من الأطفال السوريين والأتراك على حد سواء
ليسوا جميعهم سوريين
يقول الطفل محمود من ريف محافظة حلب ٨ أعوام والذي فقد والده قنصا اثناء الحرب أن هناك اطفال اتراك وأفغان تدعي أنها من سورية لتستميل وتستعطف الأشخاص المتواجدين في محطات الميترو والباصات وتقوم ببيع علب المحارم مستخدمة لبعض الكلمات العربية باللهجة الخاصة بأطفال ريف حلب ومع مرور الوقت بدأ الركاب التمييز بين الأطفال السوريين وغيرهم من باقي الأطفال.
بدأت ظاهرة الأطفال السوريين المتسوولين في شوارع اسطنبول
الدخل اليومي من بيع المناديل
تقول سوسن وهو اسم مستعار لطفلة سورية ١٤ عاما أنها وأختها الصغيرة ٩ أعوام لا يمكنهما العودة إلى البيت وإن تأخرت الساعة حتى يكون بحوزة كل منهما ٥٠ ليرة تركية اي ما يقارب ١٠ دولارات أمريكية وهذا المبلغ يتطلب العمل في الشوارع لما يقارب العشر ساعات وخاصة أوقات الذروة للحصول عليه وفي حالة عدم تأمين هذا المبلغ فإن العقوبة ستنتظرهما من والدتهما ووالدهما المقعد في البيت مساء.
بدأت ظاهرة الأطفال السوريين المتسوولين في شوارع اسطنبول
مشاكل تصيب هؤلاء الأطفال
أكد المحامي مجد الطباع أنه بسبب ظروف عمله مع زملائه الأتراك استلموا دعوى قضائية كوكلاء عن اطفال متهمين بالسرقة والتحرش وهؤلاء الأطفال هم جزء من مجموعة كبيرة تعمل لصالح شخص مقيم في منطقة كناريا في اسطنبول يدعى أبو عبدو يقوم بجمع الأطفال وتشغيلهم وتأمين منامتهم مقابل مبلغ مقطوع يدفع لأهلهم المتواجد غالبهم خارج تركيا ويمتهن أبو عبدو السرقة بجانب التسوول وعند القاء الشرطة التركية القبض على الأطفال بعد مداهمة المنزل المتواجدين فيه وجدت كميات صغيرة من الحشيش وبعد التحقيق مع الأطفال وفحص اجسادهم تبين وجود حالات تحرش وأدلة على الملابس الداخلية لبعضهم وبعد التحقيق معهم تم الأفراج عن اغلبهم بطلب اخلاء سبيل مقدم من محامي الدفاع إلا اكبر الأطفال مصطفى ١٦ عاما فأنه حكم عليه بالسجن سنة ونصف بسبب إتهامه بالتحرش بزملاءه وبعد مضي فترة الحكم أجبر مباشرة على العودة إلى سوريا ومنع دخول الأراضي التركية لمدة خمس سنوات
حالات إساءة فردية
تناقلت منذ ايام مواقع الأخبار وصفحات التواصل الأجتماعي خبرا يفيد بقيام عنصر الشرطة التركية بضرب الطفل السوري محمد ١١ عاما بائع المناديل في منطقة الفاتح اسطنبول والأستمرار بضربه حتى كسرت عصا الشرطي على جسد الطفل محمد وقد قوبل هذا الفعل برفض كبير وشجب من الأتراك ذاتهم حتى قبل السوريين وبدأت جهات قانونية مختصة برفع دعوى وشكوى ضد الشرطي المسيئ ليصار إلى معاقبته قانونيا ومسلكيا لينال جزاء ما اقترفت يداه.
تطور الظاهرة
بعد مرور السنوات بدأت بعض الأمهات التي تحسن وضعهم المعاشي بعد دعم البلديات والجمعيات التركية والهلال الأحمر التركي لهم مايزالوا يجبرون أبنائهم على العمل وبيع المناديل رغم اكتفائهم إلى حد ما إلا أن المبالغ اليومية التي تدخلها المهنة يصعب على الأم استحصالها في حال قررت العمل كمستخدمة في سوق العمل التركي الامر الذي ابقاها على ذات الحال مستفيدة من وجود اكثر من ولد لديها وبالتالي مزيد من الدخل اليومي دون تعب لها.
مصير هؤلاء الأطفال
يرفض أغلب الذكور ممن وصل الى سن يستطيع بموجبها العمل في أي مكان أو بأي مهنة اخرى تؤمن له الحد الأدنى من الكرامة والعزة التي افتقدها لسنوات بسبب تسوله وبيعه للمناديل كذلك الحال بالنسبة للفتيات التي وجدت نفسها مضطرة للتوجه لورشات الخياطة التركية والسورية للحصول على عمل يحفظ لها شرفها وماء وجهها ويمحي صورة السنين القاسية الممهورة بختم التسوول.
برسم من؟
يقع العبء الأكبر في هذا الموضوع المتعلق بأطفال المناديل على عائق كل من الحكومة التركية والمنظمات والجمعيات الخيرية الداعمة كما يشارك رجال الأعمال العرب والاتراك الحكومة المسؤولية من خلال الدعم المالي اضافة لحملات التوعية المفروضة إلى جانب الاجراءات القانونية ضد ذوي الأطفال
كما تعد الدول الغربية والمنظمات المحسوبة عليها مسؤولة عن حال هؤلاء الأطفال وحال ذويهم التي أوصلتها الحاجة إلى ظاهرة يصعب التعامل معها
بدأت ظاهرة الأطفال السوريين المتسوولين في شوارع اسطنبول
علاج ظاهرة التَّسوُّل
تَضعُ الدّول الكثير من الخُطط لمُجابهة آفة التسّول ومنع انتشارها؛ كونها قد تَزيد احتمالَ الجريمة في المُجتمع ممّا يتطلّب وجود وسائل علاجٍ مُجديةٍ وقوانين رادعة، ومن هذه الوسائل:
إجراء الدّراسات الاجتماعية اللازمة للكشف عن الأسباب الحقيقيّة للمشكلة وأسباب انتشارها، وطرحُ توصياتٍ للحد منها. توعية المُجتمع بالمُشكلة وآثارها من خلال نشرِ برامج التّوعية حول التّسول وآثاره ومضاره سواءً عبر وسائل الإعلام أو عن طريق عقدِ ورشاتٍ توعويّةٍ لأفراد المجتمع.