ما الدنيا إلا ساحة تصفية حسابات يحرق فيها الصغير لمصلحة الكبير ويموت فيها الضعيف ليحيا القوي
ولكن ليس كل ما نراه بعيوننا المجردة هو الحقيقة
فهناك دائما ايدي خفية وشخصيات الظل تحكم من بعيد وتتصرف ما تريد دون الاضطرار للظهور للعلن أو حتى لمعرفة أسمائها
إنما تدور الحياة وفقاً لرغباتها التي تصرح بها أو حتى رغباتها غير المُعلنة.
نحن نشبه تماماً لعبة الشطرنج
نعيش على أرض هي رقعة الشطرنج ولكل منل دوره كالبيادق ومرهونون لرغبة الآخرين أو حتى لتنفيذ وساوس أنفسنا.
الهدف الرئيسي الذي يسعى إليه كلا اللاعبين المتبارين هو
تهديد “ملك” الخصم بحيث لا يمكن الدفاع عن هذا التهديد، وهو ما يُعرف بــ”كش مات”
وفي سبيل تحقيق ذلك الهدف
يسعى كلا الطرفين إلى إلحاق خسائر كثيرة بالخصم لفتح الخطوط من أجل الوصول إلى “ملك” خصمه،
وفي نفس الوقت يدفع عنه أي تهديدات محتملة.
إن المثل الشائع بأن الملك في الشطرنج يسخر كل من حوله كعبيد للدفاع عنه والموت من أجله،
هي فكرة خاطئة، يماثلها في شدة الخطأ في ذلك المقولة الشائعة
“لا تكن مجرد جندي يقف في المقدمة لكي يضحوا بك من أجل أن ينجو الملك”، وغيرها،
فالملك في الشطرنج هو أضعف قطعة وهو رمز معبر عن قدرتك على تحمل المسؤولية
في الحفاظ عما هو مسؤول منك وتحقيق أهدافك في النهاية.
المتداخلين في اللعبة ليسوا إلا قطعاً تخوض معارك بالنيابة لحساب أطراف خارج رقعة المعارك
يحركونهم وفق مخططاتهم ويوجهونهم وفق مصالحهم…
وقد تقتضي موازين القوى أن يتوافق “السادة” على نتيجة التعادل دون استشارة أي “قطعة” مهما علا شأنها
وكانت قيمتها… وعادة ما تنتهي المواجهة بين “الكبار” بالمصافحة أو العناق والتهنئة فيما يرث “الجنود” الحقد والعداوة…
• لا يظفر المحاربون بأي مغنم ولا مقسم… كل الخراج تغنمه الأيادي المحركة والمختبئين خلف الستار..