بعد خطاب الرئيس اَلْأَمرِيكِيّ جو بايدن الاخير ونبرة حديثه غير الهجومية خلافا لعادة اسلافه من الرؤوساء السابقين ومع انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان
والكلام عن نيتها الانسحاب نهائيا من العراق وشائعات خروجها من اراضي شرق سوريا يتبادر للاذهان أن الإمبراطورية الأمريكية في بداية مرحلة شيخوخة
كلام جو بايدن عن القطب الروسي الصيني وعن القطب الإسلامي هو ملامح مرض حقيقي تعيشه الإدارة الأمريكية اليوم
امريكا التي تعودت قنوات الاخبار دائما عليها أن تضعها في اول نبائها وفي خبر المتوسع والمهاجم والمبادر
نراها اليوم تنكفئ على نفسها وتغير شكل تكتيكها وتعيد حساباتها
ومع عودة سريعة لبداية القرن الواحد والعشرين الحالي ومنذ احداث الحادي عشر من سيتمبر الى انهيارات وافلاس البنوك الأمريكية
وبعدها انتقال شركات ضخمة على رأسها شركة ابل وشركة جنرال موتورز بفرعها همر للعمل في الاراضي الصينية
ومن بعدها فترة التردد والضياع وسحب القرارات والاعتذار في اخر لحظة التي عاشتها واشنطن خلال حكم الرئيس الاسبق باراك اوباما
ثم وصولها الى لجوء الرئيس السابق دونالد ترامب لفرض الضغط السياسي على دول الخليج العربي لسحب مبالغ مالية كبيرة
تأتي اليوم تصريحات الرئيس جو بايدن لتوضح الصورة ولتوصل رساله غير مباشرة للعالم
مفادها أن الإمبراطورية الأمريكية قد دخلت في مرحلة الركود العام
وحتى لو كان هناك تحركات وتصريحات لإعادة تلميع الصورة فإن الواقع مفهوم ولا يمكن للمشاهد فهم غيره
لم تستفد الولايات المتحدة من نتائج غطرسة وحروب الرئيس الاسبق جورج بوش
ولا حتى من قوة شخصية وحنكة خلفه دونالد ترامب
فوصول كلا من الرئيسين باراك اوباما وجو بايدن لعرش البيت الابيض هو اعلان امريكي مبطن بان مرحلة جديدة قد بدأت منذ مطلع القرن الحالي
بعد خطاب الرئيس اَلْأَمرِيكِيّ فان الايام والشهور القادمة ستحمل إيضاحات أكثر وستوضح صورة هيمنة العالم الجديد
فهل سيقبل القطب الأمريكي بدخول لاعبين رئيسين جدد إلى ساحة القرار
وبذلك يحافظ شكليا على صورة أمريكا أمام الجميع
ام أن رداء الرجل المريض الذي لبسته الدولة العثمانية بداية القرن الماضي
ستلبسه الولايات المتحدة الامريكية هذه المرة بتسأل مراقبون