منذ ما يقارب السبع سنوات وملايين من الشباب السوري قد صاروا العنوان الأهم للاجئين في العالم.
الملايين التي غادرت بلادها خوفا وهربا من ويلات الحرب المستعرة لحد اللحظة باحثة عن المستقبل البسيط المضيء لها ولأبنائها كانت محور وحديث العالم في مختلف المجالات،
من أخبار تفوق الطلاب في عدد من الجامعات في دول اللجوء إلى تصدر عدد الشركات السورية للشركات الأجنبية في تركيا، مرورا بصور المطاعم الدمشقية والحلبية في أغلب الدول التي استقروا بها.
ولا يخلو المشهد من عدد من التصرفات الفردية السيئة التي لم تصل لدرجة صورة مطبوعة على مجتمع إنما بقيت حالات فردية وإن كثرت أحيانا في بعض الدول.
ولكن ومع كل هذا السجل الحافل سلبا كان أم إيجابا لم يشعر اللاجئ السوري رغم كل هذه السنوات بالاستقرار التام أو شبه التام.
منذ ما يقارب السبع سنوات واللاجئون السوريون المتواجدون في تركيا مثلا وباعتبارهم الكم الأكبر من اللاجئين السوريين
حول العالم (الموضوعون تحت الحماية التركية المؤقتة) ورغم كل ما قدمته الحكومة التركية لهم من تسهيلات ومساعدات في كافة المجالات،
كما أنها منحت عددا لا بأس به منهم الجنسية التركية، ومع ذلك تبقى النسبة الأكبر مرتبكة.
الأيام الماضية حملت صورًا لأشخاص عادوا مكرهين إلى سوريا رغم استمرار الحرب فيها والوضع الاقتصادي السيء للغاية بسبب عدم امتلاكهم بطاقات كملك،
وآخرين اضطروا لتبديل ولاياتهم بسبب حملهم كملك صادر من ولاية أخرى.
واليوم تظهر مشكلة طلاب المدارس من غير ولاية من المقيمين في إسطنبول ومشكلة أذونات العمل وأذونات السفر وموضوع لم الشمل وموضوع الترحيل،
كل هذه المشاكل مجتمعة أو منفردة جعلت الصورة غير مستقرة أمام آلاف الشباب الهاربين من ويلات الحرب،
وأجبرتهم على خوض حرب نفسية وحالة ضياع أضعفت اندماجهم ضمن المجتمعات الجديدة التي يعيشون داخلها.
ومما يجعل الصورة ضبابية لهذا الحد هو عدم وجود جهة واضحة قوية تمثل اللاجئين السوريين تحمل معاناتهم تمثلهم في كل المجالات رغم الجهود المبذولة التي لا يمكن إنكارها من كافة الأطراف السورية المعنية
إلا أنها ما زالت غير قادرة على حل وبلورة صورة لتلك الأعداد الكبيرة من المشاكل.
هذه الصورة هي نموذج بسيط مما يشعر به اللاجئون السوريون حول العالم لكنها تعتبر الصورة الأكبر بسبب تواجد ما يقارب أربع ملايين سوري على أراضي الجمهورية التركية.
فإلى متى سيبقى شعور الخوف من القادم وضعف الثقة بالأيام القادمة؟ سؤال هام برسم صناع القرار في تركيا والعالم.