يبدو ان السياسة الخارجية التركية قد انتصرت ونال الرئيس رجب طيب اردوغان نتيجة ما سعى له.
ساعتان وخمسة وأربعين دقيقة فقط كانت كفيلة بفرض شروط الرئيس رجب طيب أردوغان على مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي
وذلك خلال لقاء قد تم بينهما في مؤخرا العاصمة التركية أنقرة،
الصورة الخارجية هي تعليق للعملية ولكن الحقيقة بطعم الانتصار
وإيقاف تام لإطلاق النار مقابل سحب ورفع العقوبات الأمريكية المفروضة على الحكومة التركية
وإجبار أمريكا لتنظيم “ي ب ك” الذراع الايمن لحزب العمال الكردستاني في سوريا على الانسحاب من أراضي المنطقة الآمنة خلال اقل من 120 ساعة فقط.
الإدارة التركية ضحت ظاهريا بسعر الليرة التركية وخسرت عددًا من افراد جنودها
واستنفرت قواتها وعناصرها لعدة أيام
وتحملت ضغوطًا دولية كبيرة وعقوبات أمريكية ثقيلة وأوحت للجميع بأن العملية العسكرية (نبع السلام)
هي الكرت الوحيد الموجود بيد الرئيس رجب طيب أردوغان.
هذا الكرت الذي اتكل عليه قائد تنظيم “ي ب ك” ظنًا منه أن الرئيس رجب طيب أردوغان سيستجيب لهم مضطرًا تحت ضغط التهديدات
الدولية ويوقف العملية العسكرية مجبورا وينسحب من الحرب على هيئة المهزوم،
لكن وعلى ما ييدو أن الأتراك لا يزالون يحتفظون بميراث العثمانيين (الخازوق العثمنلي)
الى اليوم الذي قدم على طبق من نار ضد تنظيم “ي ب ك” الذي خسر جزءًا من مناطق سيطرته شمال شرق سوريا
رغم الدعم الأمريكي اللوجيستي له.
لا يخفى على الجميع أن المعارك الحقيقية لا تحسمها فوهات البنادق فقط وقذائف المدافع فحسب
بل إن طاولات التفاوض السياسية احيانا هي الأخرى ميدان مهم لحسم المعارك.
يبدو ان السياسة الخارجية التركية قد لعبت بشكل خبير و مرن على اوتار السياسة العالمية
واستغلت مناطق القوة والضعف في المناخ الكوني الحالي
والظاهر أن الظروف الدولية الحالية المحيطة ولعبة التوازنات العالمية المرعبة
كانت هذه المرة في مصلحة وصفّ رجال السياسة والعسكر التركي
فهل ستسمر هذه الظروف على حالها لصالحهم طويلًا
أم أن الأيام القليلة القادمة سيكون لها كلمتها و ستحمل سيناريو معاكس يغير الواقع يتسأل مراقبون.