هل ستنتصر العدالة للضعفاء
كثيرا ما نقرأ في الكتب عن سنوات الظلم وعن جور الحكام وعن سطوة السلاطينحتى آيات القرآن الكريم قصت سيرة فرعون وظلمه وكيف عاش ظالما لبني إسرائيل
كما أننا نشاهد بالمقابل أفلاما وبرامج وثائقية تتحدث عن ثورات قام بها شعب مظلوم ضد حاكم ظالم حكم لعقود وورث الظلم ابا عن جد
وعن انصاف ثورات الشعوب رغم انها تعتبر مقبرة للشعوب لكنها كانت صفحة براقة في صفحات تاريخ تلك الدول
ولكننا لم نشاهد أو نسمع أو حتى نقرأ عن فترة ذهبية طويلة عاشتها مملكة العدالة منذ خلق الإنسان إلى يومنا هذا وفي كل أنحاء المعمورة وبمختلف اشكال وأديان ومذاهب الممالك التي حكمت لفترات طويلة
لقد سطر التاريخ قصص شخصيات تجسدت فيها الوان العدالة طالت حكم زعمائها أو قصرت كانت شعلة نور في طريق عتم مظلم
فالدولة المدنية الصغيرة في زمن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة كانت صورة حقيقية للمدينة الفاضلة التي تتجسد فيها صورة العدالة
كما أن عهد عمر بن الخطاب كان نموذجا جيدا لصور العدالة حيث شهد بعدالته أعدائه (حكمت عدلت آمنت فنمت)
وفي العصر الحاضر تروي القصص سيرة السلطان عبد الحميد رغم ما شوهته ايدي الحاقدين
واليوم ومن وجهة نظر شخصية تعتبر الفترة التي حكمت بها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل
جسدت صورة من صور العدالة ففتحت ايديها للمهجرين وتحملت ردود أفعال من أحزاب المعارضة ضدها
صور جميلة رغم قلتها لكنها لا تساوي اي قيمة اذا وضعت مقابل ممالك الظلم وسلطنات الدم ودويلات التعذيب
ضحايا قتلى جرحى ايتام ارامل هم نتاج لقرون من الظلم فنيرون الظالم جسد صورته الكثيرون
يشكك البعض بموضوع العدالة في الأرض ويؤكد الكثيرون أن العدالة في بعد الموت
وأن بني البشر لا يتساوون إلا لحظة الولادة ودقيقة الموت حيث خارج هاتين اللحظتين يبقى الفقير تعيسا والغني سعيدا
ولكن ورغم كل ما سبق ومع كل ما يحدث إلا أننا متأكدون أن العدالة ستنتصر يوما والحق الذي يدعمه العزم سيفوز حتما وأن الله ناصر الحق وعدو الظلم
(قال الشاعر):
لا تظلمن اذا ماكنت مقتدرا ….فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عينك والمظلوم منتبه….يدعوا عليك وعين الله لم تنم